کد مطلب:109814 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:159

خطبه 096-در باب اصحابش











ومن كلام له علیه السلام

فی أصحابه وأصحاب رسول الله

أصحاب علی

وَلَئِنْ أَمْهَلَ اللهُ الظَّالِمَ فَلَنْ یَفُوتَ أَخْذُهُ، وَهُوَ لَهُ بَالمِرْصَادِ عَلَی مَجَازِ طَرِیقِهِ، وَبِمَوْضعِ الشَّجَا مِنْ مَسَاغِ رِیقِهِ. أَمَا وَالَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ، لَیَظْهَرَنَّ هؤُلاَءِ الْقَوْمُ عَلَیْكُمْ، لَیْسَ لاَِنَّهُمْ أَوْلَی بِالْحَقِّ مِنْكُمْ، وَلكِنْ لَإِسْرَاعِهِمْ إِلَی بَاطِلِ صَاحِبِهِمْ، وَإِبْطَائِكُمْ عَنْ حَقِّی. وَلَقَدْ أَصْبَحَتِ الْأُمَمُ تَخَافُ ظُلْمَ رُعَاتِهَا، وَأَصْبَحْتُ أَخَافُ ظُلْمَ رَعِیَّتِی. اسْتَنْفَرْتُكُمْ لِلْجِهَادِ فَلَمْ تَنْفِرُوا، وَأَسْمَعْتُكُمْ فَلَمْ تَسْمَعُوا، وَدَعَوْتُكُمْ سِرّاً وَجَهْراً فَلَمْ تَسْتَجِیبُوا، وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَلَمْ تَقْبَلُوا. أَشُهُودٌ كَغُیَّابٍ، وَعَبِیدٌ كَأَرْبَابٍ! أَتْلُوا عَلَیْكُمُ الْحِكَمَ فَتَنْفِرُونَ مِنْهَا، وَأَعِظُكُمْ بِالمَوْعِظَةِ الْبَالِغَةِ فَتَتَفَرَّقُونَ عَنْهَا، وَأَحُثُّكُمْ عَلَی جِهَادِ أَهْلِ الْبَغْیِ فَمَا آتِی عَلَی آخِرِ قَوْلی حَتَّی أَرَاكُمْ مُتفَرِّقِینَ أَیَادِیَ سَبَا، تَرْجِعُونَ إِلی مَجَالِسِكُمْ، وَتَتَخَادَعُونَ عَنْ مَوَاعِظِكُمْ، أُقَوِّمُكُمْ غُدْوَةً، وَتَرْجِعُونَ إِلَیَّ عَشِیَّةً، كَظَهْرِ الْحَنِیَّةِ، عَجَزَ الْمُقَوِّمُ، وَأَعْضَلَ الْمُقَوَّمُ. أَیُّهَا الْقَوْمُ الشَّاهِدةُ أَبْدَانُهُمْ، الْغَائِبَةُ عَنْهُمْ عُقُولُهُمْ، الْمُخْتَلِفَةُ أَهْوَاؤُهُمْ، المُبْتَلَی بِهمْ أُمَرَاؤُهُمْ، صَاحِبُكُمْ یُطِیعُ اللهَ وَأَنْتُمْ تَعْصُونَهُ، وَصَاحِبُ أَهْلِ الشَّامِ یَعْصِی اللهَ وَهُمْ یُطِیعُونَهُ، لَوَدِدْتُ وَاللهِ أَنَّ مُعَاوِیَةَ صَارَفَنی بِكُمْ صَرْفَ الدِّینَارِ بِالدِّرْهَمِ، فَأَخَذَ مِنِّی عَشَرَةً مِنْكُمْ وَأَعْطَانِی رَجُلاً مِنْهُمْ! یَاأَهْلَ الْكُوفَةِ، مُنِیتُ مِنْكُمْ بِثَلاَثٍ وَاثنَتَیْنِ: صُمٌّ ذَوُوأَسْمَاعٍ، وَبُكُمٌ ذَوُوكَلاَمٍ، وَعُمْیٌ ذَوُوأَبْصَارٍ، لاَ أَحْرَارُ صِدْقٍ عِنْدَ اللِّقَاءِ، وَلاَ إِخْوَانُ ثِقَةٍ عِنْدَ الْبَلاَءِ! تَرِبَتْ أَیْدِیكُمْ! یَا أَشْبَاهَ الْإِبِلِ غَابَ عَنْهَا رُعَاتُهَا! كُلَّمَا جُمِعَتْ مِنْ جَانِب تَفَرَّقَتْ مِنْ آخَرَ، وَاللهِ لَكَأَنِّی بِكُمْ فِیَما إخالُكُمْ: أَنَ لَوْ حَمِسَ الْوَغَی، وَحَمِیَ الضِّرَابُ، قَدِ انْفَرَجْتُمْ عَنِ ابْنِ أَبی طَالِبٍ انْفِرَاجَ الْمَرْأَةِ عَنْ قُبُلِهَا، وَإِنِّی لَعَلَی بَیِّنَة مِنْ رَبِّی، وَمِنْهَاجٍ مِنْ نَبِیِّی، وَإِنِّی لَعَلَی الطَّرِیقِ الْوَاضِحِ أَلْقُطُهُ لَقْطاً.

أصحاب رسول الله

انْظُرُوا أَهْلَ بَیْتِ نَبِیِّكُمْ فَالْزَمُوا سَمْتَهُمْ، وَاتَّبِعُوا أَثَرَهُمْ فَلَنْ یُخْرِجُوكُمْ مِنْ هُدیً، وَلَنْ یُعِیدُوكُمْ فِی رَدًی، فَإِنْ لَبَدُوا فَالْبُدُوا، وَإِنْ نَهَضُوا فَانْهَضُوا، وَلاَ تَسْبِقُوهُمْ فَتَضِلُّوا، وَلاَ تَتَأَخَّرُوا عَنْهُمْ فَتَهْلِكُوا. لَقَدْ رَأَیْتُ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ، فَمَا أَرَی أَحَداً یُشْبِهُهُمْ مِنْكُمْ! لَقَدْ كَانُوا یُصْبِحُونَ شُعْثاً غُبْراً، قَدْ بَاتُوا سُجّداً وَقِیَاماً، یُرَاوِحُونَ بَیْنَ جِبَاهِهِمْ وَخُدُودِهِمْ، وَیَقِفُونَ عَلَی مِثْلِ الْجَمْرِ مِنْ ذِكْرِ مَعَادِهِمْ! كَأَنَّ بَیْنَ أَعْیُنهِمْ رُكَبَ الْمِعْزَی مِنْ طُولِ سُجُودِهِمْ! إِذَا ذُكِرَ اللهُ هَمَلَتْ أَعْیُنُهُمْ حَتَّی تَبُلَّ جُیُوبَهُمْ، وَمَادُوا كَمَا یَمِیدُ الشَّجَرُ یَوْمَ الرِّیحِ الْعَاصِفِ، خَوْفاً مِنَ الْعِقَابِ، وَرَجَاءً لِلثَّوَابِ!